المؤلف: أحمد فرحات
النوع الأدبي: تاريخ
نُشر: 2024
وقد مرت الإمبراطورية الإسلامية بواحدة من أعقد فترات التاريخ التي سادت العالم، ففي هذه المرحلة من العصور الوسطى بدأ تفكك الإمبراطورية الإسلامية، وانقسمت إلى الدولة الفاطمية في مصر، والخلافة العباسية في العراق، والدولة السلجوقية في بلاد فارس (إيران)، وكانت الصراعات الدينية والسياسية تضرب جميع الأنحاء، بل تدخل في المشهد هجمات المغول الآسيويين من الشرق، وهجمات الصليبيين الأوروبيين من الغرب، فصارت المنطقة ساحة صراع لقوى العالم القديم. ونتيجة لسلسلة طويلة من الأحداث ظهرت حركة الحشاشين التي أسسها "الحسن بن الصباح" واعتمدت في الأساس على الاغتيالات وقتل كل مَن يعارضه، وكان لهم تأثير هائل في المنطقة بأسرها من الشرق إلى الغرب، وبثوا الرعب في قلوب الجميع ملوكًا وسلاطين ووزراء ورجالَ دين، لدرجة أن المغول بقيادة السفاح جنكيز خان ومِن بعده حفيده هولاكو الذين عاثوا فسادًا في الأرض كانوا يعدون لهم العدة واعتبروهم أخطر ما يمكن مواجهته في طريقهم إلى الدولة العباسية، ومن الجهة الأخرى قال عنهم القس الألماني "بروكاردوس" يحذر من خطرهم الداهم: «"الحشاشين" الذين ينبغي أن يلعنهم الإنسان ويتفاداهم، إنهم يبيعون أنفسهم، ويتعطشون إلى الدماء البشرية، ويقتلون الأبرياء مقابل أجر، ولا يلقون اعتبارًا للحياة أو النجاة، وهم يُغيِّرون مظهرهم كالشياطين التي تتحول إلى ملائكة، وذلك أنهم يحاكون الحركات والثياب واللغات والعادات التي تأتيها الأقوام المختلفة».